ا
اللهم لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت، خشع لك سمعي، وبصري، ومُخِّي، وعظمي، وعَصَبي، وما استَقَلَّت به قدمي. سُبُّوُحٌ أنت، قُدُّوسٌ أنت، ربُّ الملائكةِ والرُّوحِ أنت.
تتفطّر قلوبنا إلهنا جزعاً وتتشقق وتتلوى وتنزوي صاغرة راهبة خاشعة مشفقة من عزيزِ جلالك ودوامِ قيّومتك وتفرّدِ صمديتك. وكيف لا يكون حالنا كذلك، وقد ألزمنا أنفسنا شيئاً ليس يلزمها، وأشرنا عجولين إلى كرمك إلهنا ومنتك ورحمتك، وأنت العظيم، لا نحيط بك علماً ولا نحصي لك حمداً ولا نوفيك شكراً وتسبيحاً، ونجدنا مضطرين للهمس صاغرين ذليلين بما استقر في نفوس الخليقة ناطقها وصامتها من كمال عظمتك وجليل تدبيرك وقداسة ملكوتك.
نركع لك، وحدك، ركوع المعترف بك، الخاضع لك، السامع بك، الطائع بإذنك، المغتبط بمعرفتك، السعيد بهدايتك، الوجل منك، المقدّس لمقامك. ونسبح اسمك، سبحان ذي الجبروت، والملكوت، والكبرياء، والعظمة. سبحان الله، سبحان ربنا العظيم، المنّان، علّمنا الركوع له، وتعظيمه، وشاء ذلك ويسره لنا، فيا خيبات الراكعين لغيره المعظّمين سواه الناسين الظالمين الموكولين أنفسهم.
اللهم أنعمت علينا بتلاوة كلامك والركوع بعده، وعلّمتنا على لسان رسولك الكريم أن الركوع تعظيمك، اللهم عظّمناك بذكرك وتسبيحك والانحناء لك، اللهم لولا السجود والطمع في مزيد الاقتراب ما رفعنا من ركوع ركعناه، اللهم إنا مساكين عظّمناك بما عرفنا أنه تعظيمٌ لك وما جرؤنا على النطق بغيره أو مجاوزته، اللهم سبحانك ربي العظيم، سبحانك ربي العظيم، سبحانك ربي العظيم.
سبحانك حتى تجف الألسنة، وتتحجّر الركب، وتئن الظهور، سبحانك عدد ما أستطعنا تسبيحك، سبحانك حتى ترضى، سبحانك حتى تأذن أن نقول: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد، وكلنا لك عبد. اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد.
١٧ رمضان ١٤٤٤